حديث مِن حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه - الأربعون النووية - مسلمون

 بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أشرف الخلق وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد...


حديث مِن حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه - الأربعون النووية - مسلمون



الحديث الثاني عشر من الأربعين النووية

عن أبي هريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: {مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ}. - حديثٌ حَسَنٌ رواه التِّرمذيُّ.


عنوان الحديث: الاشتغال بما يفيد.



إعراب الحديث


{من حسن}: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم.

وهو مضاف.

{إسلام}: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف.

{المرء}: مضاف إليه مجرور وعلامة الكسرة.

{تركه}: مبتدأ مؤخر مرفوع وهو مضاف الهاء ضمير مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

{ما}: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به للمصدر {ترْكه}.

 {لا}: نافية.

{يعنيه}: يعني فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل.

{الهاء}: ضمير مبني على الكسر في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو.

ولفظ الحديث في محل نصب مقول القول.




مفردات ومعاني الحديث


{من}: تبعيضية، أو بيانية. 


{ما لا يعنيه}: بفتح ياء المضارعة، من عناء الأمر إذا تعلقت به عنايته، وكان من قصده وإرادته. 




شرح الحديث الشريف


قوله ﷺ: {من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه}: أي ما لا يهمه من أمر الدين والدنيا من الأفعال والأقوال. 

وقال ﷺ لأبي ذرّ حين سأله عن صحف إبراهيم قال: {كانت أمثالًا كلها، كان فيها: أيها السلطان المغرور إني لم أبعثك لتجمع الأموال بعضها على بعض ولكن بعثتك لترد عن دعوة المظلوم فإني لا أردها، ولوكانت من كافر. 

وكان فيها: على العاقل ما لم يكن مغلوبًا على عقله أن يكون له أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يتفكر في صنع الله تعالى، وساعة يحدث فيها نفسه، وساعة يخلو بذي الجلال والإكرام، وإن تلك الساعة عون له على تلك الساعات، وكان فيها: على العاقل ما لم يكن مغلوبًا على عقله، أن لا يكون ساعيًا إلا في ثلاث: تزود لمعاد، ومؤنة لمعاش، ولذة في غير محرم.

وكان فيها: على العاقل ما لم يكن مغلوبًا على عقله أن يكون بصيرًا لزمانه، مقبلًا على شأنه، حافظًا للسانه، ومن حسب الكلام من عمله يوشك أن يقل الكلام إلا فيما يعنيه}. 


قلت: بأبي وأمي فما كان في صحف موسى؟ 

قال ﷺ: {كانت عبرًا كلها، كان فيها: عجبًا لمن أيقن بالنار كيف يضحك، وعجبًا لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبًا لمن رآى الدنيا وتقلبها بأهلها وهو يطمئن إليها، وعجبًا لمن أيقن بالقدر ثم هو يغضب، وعجبًا لمن أيقن بالحساب غدًا وهو لا يعمل}!. 


قلت: بأبي وأمي هل بقي مما كان في صحفهما شيء؟

 قال ﷺ: {نعم ياأباذر {قد أفلح من تزكى ٤١۝وذكر اسم ربه فصلى ٥١۝بل تؤثرون الحياة الدنيا ٦١۝والآخِرُة خيرَّ وأبقى ٧١۝إنَّ هذا لفي الصُّحُفِ الأولى ٨١۝صحف إبراهيم وموسى٩١۝} [الأعلى١٩:١٤].



قلت: بأبي وأمي أوصني، قال ﷺ: {أوصيك بتقوى الله فإنها رأس أمرك كله}، قال رضي الله عنه: قلت: زدني، قال ﷺ: {عليك بتلاوة القرآن واذكر الله كثيرًا فإنه يذكرك في السماء}، قلت: زدني، قال ﷺ: {عليك بالجهاد فإنه رهبانية المؤمنين}، قلت: زدني، قالﷺ: {عليك بالصمت فإنه مطردة للشياطين عنك، وعون لك على أمر دينك}، قلت: زدني، قال ﷺ: {قل الحق ولو كان مرًا}، قلت: زدني، قال ﷺ: {لا تأخذك في الله لومة لائم}، قلت: زدني، قال ﷺ: {صل رحمك وإن قطعوك}، قلت: زدني، قال: {بحسب امرئ من الشر ما يجهل من نفسه، ويتكلف ما لا يعنيه، يا أبا ذر: لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسن كحسن الخلق}.



ما يستفاد من الحديث


١- أن من قبح إسلام المرء أخذه فيما لا يعنيه، وهو الفضول كله على اختلاف أنواعه، فإن معاناته ضياع للوقت النفيس الذي لا يمكن أن يعوض فائته فيما لم يخلق لأجله.

٢- الحث على الاشتغال بما يعني، وهو ما يفوز به المرء في معاده من الإسلام والإيمان والإحسان، وما يتعلق بضرورة حياته في معاشه، فإن المشتغل بهذا يسلم من المخاصمات وجميع الشرور.


والحمد لله رب العالمين.

أحمد الأصلي
بواسطة : أحمد الأصلي
أحمد الأصلي: رائد أعمال وخبير تربوي. رئيس مجلس إدارة موقع سبأ نيوز. مؤسس أكاديمية التدريس. مؤلف كتاب "درب المعلم المثالي". محاضر دورة التدريس أونلاين ودورة التعلم المثمر، ومنشئ محتوى علمي، وله عدة مقالات في المجال التربوي تم نشرها في الجرائد والمجلات المصرية. وهو أيضا مؤسس ومدير مؤسسة "مُسْلِمُونْ" لتنمية الوعي الديني والشرعي للمسلم والتوعية بتعاليم الإسلام لغير المسلم. حاصل على بكالوريوس في العلوم والتربية من كلية التربية جامعة الأزهر بنين بالقاهرة.
تعليقات