حرمة دم المسلم وماله - الأربعون النووية - مسلمون

 بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أشرف الخلق وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد...


حرمة دم المسلم وماله - الأربعون النووية - مسلمون



الحديث الثامن:
حرمة دم المسلم وماله


عن ابنِ عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنْهُما أنَّ رَسُولَ اللّٰهِ ﷺ قالَ: {أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى} - رواه البخاريُّ ومسلمٌ.



إعراب الحديث


{عن ابن عمر}: عن حرف جر.

{ابن}: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف عمر: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن فعُل.

{رضي}: فعل ماضٍ مبني على الفتح.

{عن}: حرف جر.

{هما}: {الهاء}: ضمير مبني على الضم في محل جر والميم للتثنية والجار والمجرور متعلقان ب(رضي).

{أن رسول الله}: أن حرف توكيد ونصب.

{رسول}: اسم أن منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وهو مضاف.

{الله}: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.

{قال}: فعل ماضٍ مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو.

{أمرت}: أمر فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بالضمير والتاء ضمير في محل رفع نائب فاعل.

{أن أقاتل}: 

{أن} حرف نصب ينصب الفعل المضارع.

{أقاتل}: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنا، والمصدر المؤول وهو قتال منصوب بنزع الخافض أي: أُمرت بقتال.

{الناس}: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

{حتى}: حرف ينصب الفعل المضارع.

{يشهدوا}: فعل مضارع منصوب بحتى وعلامة نصبه حذف النون والواو ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل.

{أن}: حرف مصدري.

{لا}: نافية للجنس.

{إله}: اسم لا مبني وخبرها محذوف تقديره موجود.

{إلا}: أداة حصر.

{الله}: في محل رفع بدلًا من محل لا واسمها.

{وأنًّ محمدًا}: 

{الواو} حرف عطف.

{أنّ}: حرف توكيد ونصب.

{محمدًا}: اسمها منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

{رسول الله}: 

{رسول}: خبر أن مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف.

{الله} مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.

{ويقيموا}: {الواو}: حرف عطف.

{يقيموا}: فعل مضارع معطوف على يشهدوا ويعرب إعرابها.

{الصلاة}: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. {ويؤتوا الزكاة}: تعرب إعراب ويقيموا الصلاة.

{فإذا فعلوا}: الفاء حرف عطف إذا أداة شرط غير جازمة وما بعدها في محل جر بالإضافة.

{فعلوا}: فعل ماضٍ مبني على الضم لاتصاله بضمير الرفع {الواو}: والواو ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل.

{ذلك}: ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به واللام للبعد والكاف للخطاب.

{عصموا}: تعرب إعراب فعلوا.

{مني}:

{من}: حرف جر الياء ضمير متكلم مبني على السكون في محل جر والجار والمجرور متعلقان بـ(عصموا).

{دماءهم}: {دماء}: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف.

{هم}: ضمير مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

{وأموالهم}: 

{الواو}: حرف عطف. 

{أموالهم}: تعرب إعراب دماءهم.

{إلا}: أداة حصر. 

{بحق} الباء حرف جر حق اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والجار والمجرور متعلقان بمحذوف وتقدير الكلام.

إلا أن يكون زوال العصمة بحق الإسلام.

وحق مضاف.

{الإسلام}: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.

{وحسابهم}: 

{الواو}: استئنافية 

{حسابهم}: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وهو مضاف هم ضمير مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

{على الله}: 

{على}: حرف جر الله اسم مجرور وعلامة جره الكسرة.

{اللّٰه}: لفظ الجلالة مجرور بعلىٰ وعلامة جره الكسرة.

{تعالى}: فعل ماضٍ مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر.



مفردات الحديث


(أمرت): أمرني ربي، لأنه لا آمر لرسول الله ﷺ إلا الله عز وجل. 

(أن أقاتل): بأن أقاتل، وحذف الجار من (أن) كثير. 

(الناس): المشركين من غير أهل الكتاب، لرواية النسائي (أمرت أن أقاتل المشركين حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله)، يبين معنى هذه الكلمة، رواية مسلم عن طارق (من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه). 

(ويقيموا الصلاة): يداوموا على الإتيان بها بشروطها.

والمراد بالصلاة هنا المفروضة لا جنسها. 

(ويؤتوا الزكاة): يعطوا الزكاة المفروضة لمستحقيها. 

(فإذا فعلوا ذلك): عبر بالفعل هنا عما بعضه قول على سبيل التغليب أو إرادة المعنى الأعم، إذ القول فعل اللسان. 

(عصموا): منعوا وحفظوا. 

(إلا بحق الإسلام): بأن يصدر منهم ما يقتضي حكم الإسلام مؤاخذتهم به من قصاص أو حد أو غرامة متلف أو نحو ذلك. 

(وحسابهم): في سرائرهم. 

(على الله): إذ هو المطلع وحده على ما في القلوب من كفر ونفاق وغير ذلك فمن أخلص في إيمانه جازاه جزاء المخلصين، ومن لا، أجرى عليه في الدنيا أحكام المسلمين، وعذب في الآخرة. 



شرح وفوائد الحديث


قوله ﷺ: (أمرت إلخ..) فيه دليل على أن مطلق الأمر وصيغته تدل على الوجوب. 


قوله ﷺ: (فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم)، فإن قيل: فالصوم من أركان الإسلام وكذلك الحج ولم يذكرهما، فجوابه: أن الصوم لا يقاتل الإنسان عليه بل يحبس ويمنع الطعام والشراب، والحج على التراخي، فلايقاتل عليه، وإنما ذكر رسول الله ﷺ هذه الثلاثة لأنه يقاتل على تركها ولهذا لم يذكر الصوم والحج لمعاذ حين بعثه إلى اليمن، بل ذكر هذه الثلاثة، خاصة.. 

وقوله ﷺ: (إلا بحق الإسلام) فمن حق الإسلام فعل الواجبات، فمن ترك الواجبات جاز قتاله كالبغاة، وقطاع الطريق، والصائل، ومانع الزكاة، والممتنع من بذله الماء للمضطر والبهيمة المحترمة. 

والجاني والممتنع من قضاء الدين مع القُدرة، والزاني المحصن، وتارك الجمعة والوضوء. 


ففي تلك الأحوال يباح قتله وقتاله، وكذلك لو ترك الجماعة، وقلنا إنها فرض عين، أو كفاية. 


قوله ﷺ: (و حسابهم على الله) يعني من أتى بالشهادتين واقام الصلاة وآتى الزكاة عصم دمه وماله، ثم إن كان فعل ذلك بنية خالصة صالحة فهو مؤمن، وإن كان فعله تقية وخوفًا من السيف كالمنافق فحسابه على الله، وهو متولي السرائر، وكذلك من صلى بغير وضوء أو غسل من الجنابة، أو أكل في بيته وادعى أنه صائم، يقبل منه وحسابه على الله عز وجل والله أعلم.



ما يستفاد من الحديث


١- اشتراط التلفظ بكلمتي الشهادة في الحكم بالإسلام. 

٢- أنه لا يكف عن قتال المشركين إلا بالنطق بهما، وأما أهل الكتاب فيقاتلون إلى إحدى غايتين: الإسلام، أو أداء الجزية، للنصوص الدالة على ذلك. 

٣- مقاتلة تاركي الصلاة والزكاة. 

٤- أن الإسلام يعصم الدم والمال، وكذلك العرض، الحديث (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام......) الحديث. 

٥- أن الأحكام إنما تجري على الظواهر، والله يتولى السرائر. 

٦- أنه لا يجب تعلم أدلة المتكلمين ومعرفة الله بهما، فإن النبي ﷺ اكتفى بما ذكر في الحديث ولم يشترط معرفة الأدلة الكلامية، والنصوص المتظاهرة بعدم اشتراطها يحصل بمجموعها التواتر والعلم القطعي. 

٧- مؤاخذه من أتى بالشهادتين وأقام الصلاة وآتى الزكاة بالحقوق الإسلامية، من قصاص أو حد أو غرامة متلف ونحو ذلك.



الحديث الثامن من الأربعين النووية.


والحمد لله رب العالمين.

أحمد الأصلي
بواسطة : أحمد الأصلي
أحمد الأصلي: رائد أعمال وخبير تربوي. رئيس مجلس إدارة موقع سبأ نيوز. مؤسس أكاديمية التدريس. مؤلف كتاب "درب المعلم المثالي". محاضر دورة التدريس أونلاين ودورة التعلم المثمر، ومنشئ محتوى علمي، وله عدة مقالات في المجال التربوي تم نشرها في الجرائد والمجلات المصرية. وهو أيضا مؤسس ومدير مؤسسة "مُسْلِمُونْ" لتنمية الوعي الديني والشرعي للمسلم والتوعية بتعاليم الإسلام لغير المسلم. حاصل على بكالوريوس في العلوم والتربية من كلية التربية جامعة الأزهر بنين بالقاهرة.
تعليقات