سبب إجابة الدعاء - الأربعون النووية - مسلمون

 بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أشرف الخلق وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد...


سبب إجابة الدعاء - الأربعون النووية - مسلمون



الحديث العاشر من الأربعين النووية:
سبب إجابة الدعاء


عن أبي هريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: (إِنَّ اللهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ تَعَالَى: {يَأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}، وَقَالَ تَعَالَى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّماءِ يا رَبُّ.. يا رَبُّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامِ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامَ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ؟) رواه مسلمٌ.



إعراب الحديث


{عن}: حرف جر.

{أبي}: اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف.

{هريرة}: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.


{إنَّ}: حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر.

{الله}: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

{تعالى}: فعل ماضٍ مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر.

{طيب}: خبر إنّ مرفوع وعلامة رفعه الضمة.

{لا يقبل}: {لا}: نافية.

{يقبل}: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو ويجوز إعراب الجملة خبرًا ثانيًا في محل رفع.

{إلا}: أداة استثناء.

{طيبًا}: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة، {وإنّ الله}: {إنّ}: حرف توكيد ونصب، {الله}: اسمها منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

{أمر}: فعل ماضٍ مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو والجملة في محل رفع خبر إن. {المؤمنين}: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء.

{بما}: {الباء}: حرف جر، {ما}: اسم موصول مبني على السكون في محل جر.

{أمر}: سبق إعرابها والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. 

{به}: {الباء}: حرف جر الهاء ضمير مبني على الكسر في محل جر.

{المرسلين}: تعرب إعراب المؤمنين.

{فقال تعالى}: سبق إعرابها.

{يا أيها}: {يا}: حرف نداء مبني على السكون.

{أي}: منادى مبني على الضم في محل نصب.

{الرسل}: صفة مرفوعة.

{كلوا}: فعل أمر مبني على حذف النون والواو ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل.

{من الطيبات}: من حرف جر الطيبات اسم مجرور وعلامة جره الكسرة.

{واعملوا}: تعرب إعراب كلوا، {صالحًا}: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

و{الواو}: حرف عطف.

{قال تعالى: يا أيها}: سبق إعرابها.

{الذين}: صفة مبنية على الفتح في محل رفع.

{آمنوا}: {آمن}: فعل ماضٍ بني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل.

{كلوا من طيبات}: سبق إعرابها وطيبات هنا مضاف.

{ما}: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

{رزقناكم}: رزق فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بالضمير.

{نا}: ضمير رفع مبني على السكون في محل رفع فاعل.

{كُم}: ضمير مخاطبين مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

{ثم}: حرف عطف.

{ذكر}: فعل ماضٍ مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو.

{الرجل}: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

{يطيل}: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو والجملة في محل نصب حال من الرجل.

{السفر}: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

{أشعث أغبر}: حالان منصبان.

{يمد}: تعرب إعراب يطيل.

{يديه} يدي مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء وهو مضاف.

{الهاء}: ضمير مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

{إلى}: حرف جر.

{السماء}: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلقان بـ(يمد).

{يا رب يا رب}: مناديان مبنيان على الضم في محل نصب.

{و}: واو الحال.

{مطعمه}: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف، الهاء ضمير مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

{حرام}: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة.

والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب حال.

{وغذي}: فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.

{بالحرام}: الباء حرف جر الحرام اسم مجرور علامة جره الكسرة وهما متعلقان بـ {غُذِّي} وجملة: بالحرام في محل نصب حال.

{فأنى}: الفاء حرف عطف أنى اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب على الظرفية.

{يستجاب}: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مبني للمجهول.

{له}: جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل.



مفردات الحديث


(طيب): مقدس منزه عن النقائص والعيوب. 


(لا يقبل): من الأعمال والأموال. 


(إلا طيبًا): وهو من الأعمال ما كان خاليًا من الرياء والعجب، و غيرهما من المفسدات، ومن الأموال الحلال الخالص. 


(بما أمر به المرسلين): من الأكل من الطيبات والعمل الصالح. 


أشعث: جعد الرأس. 


(أغبر): مغبر اللون لطول سفره في الطاعات. 


(يمد يديه): يرفعها بالدعاء إلى الله ﷻ. 


(غذى): بضم الغين المعجمة وتخفيف الذال المكسورة. 


(فأنى يستجاب له): من أين يستجاب لمن هذه صفته.

والمراد أنه ليس أهلا للإجابة، وليس صريحًا في استحالتها بالكلية. 






شرح وفوائد الحديث


قوله ﷺ: (إن الله تعالى طيب)، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (اللهم إني أسألك باسمك المطهر الطاهر، الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرجت)، ومعنى الطيب: المنزه عن النقائص والخبائث، فيكون بمعنى القدوس وقيل طيب الثناء ومسلتذ الأسماء عند العارفين بها: وهو طيب عباده لدخول الجنة بالإعمال الصالحة وطيبها لهم، والكلمة الطيبة: لا إله إلا الله. 


قوله ﷺ: (لا يقبل إلا طيبًا) أي: فلا يتقرب إليه بصدقة حرام، ويكره التصدق بالرديء من الطعام كالحب العتيق المسوس، وكذلك يكره التصدق بما فيه شبهة قال الله تعالى: {ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون} [البقرة:٧٦٢۝]. فكما أنه تعالى لا يقبل المال إلا الطيب كذلك لا يقبل من العمل إلا الطيب الخالص من شائبة الرياء والعجب والسمعة ونحوها. 


قوله: فقال تعالى: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا} [المؤمنون:١٥۝].

وقوله تعالى: {يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} [البقرة:٢٧١۝]. 

المراد بالطيبات الحلال. 


في الحديث دليل على أن الشخص يثاب على ما يأكله إذا قصد به التقوي على الطاعة أو إحياء نفسه، وذلك من الواجبات، بخلاف ما إذا أكل لمجرد الشهوة والتنعم. 


قوله: (مطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام) أي شبع، وهو بضم الغين المعجمة وكسر الذال المعجمة المخففة من الغذي بالكسر والقصر، وأما الغداء بالفتح والمد والدال المهملة: فهو عبارة عن نفس الطعام الذي يؤكل في الغداة، قال الله تعالى: {قال لفتاه آتنا غداءنا} [الكهف:٢٦۝]. 


قوله: (فأنى يستجاب له) أي: استبعادًا لقبوله إجابة الدعاء،   ولهذا شرط العبادة لقبول الدعاء أكل الحلال، والصحيح أن ذلك ليس بشرط فقد استجاب لشر خلقه إبليس فقال: {إنك من المنظرين} [الأعراف:٥١۝].




يستفاد من الحديث



١- الأمر بإخلاص العمل لله ﷻ.


 ٢- الحث على الإنفاق من الحلال.


٣- النهي عن الإنفاق من غيره. 


٤- أن الأصل استواء الأنبياء مع أممهم في الأحكام الشرعية، إلا ما قام الدليل على أنه مختص بهم. 


٥- أن التوسع في الحرام يمنع قبول العمل وإجابة الدعاء. 


٦- أن من أسباب إجابة الدعاء أربعة أشياء:

أحدها: إطالة السفر لما فيه من الانكسار الذي هو من أعظم أسباب الإجابة.

الثاني: رثاثة الهيئة، ومن ثم قال النبي ﷺ: (رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره).

الثالث: مد اليدين إلى السماء فإن الله حيي كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفر خائبتين. 

الرابع: الإلحاح على الله بتكرير ذكر ربوبيته، وهو من أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء.


والحمد لله رب العالمين.


أحمد الأصلي
بواسطة : أحمد الأصلي
أحمد الأصلي: رائد أعمال وخبير تربوي. رئيس مجلس إدارة موقع سبأ نيوز. مؤسس أكاديمية التدريس. مؤلف كتاب "درب المعلم المثالي". محاضر دورة التدريس أونلاين ودورة التعلم المثمر، ومنشئ محتوى علمي، وله عدة مقالات في المجال التربوي تم نشرها في الجرائد والمجلات المصرية. وهو أيضا مؤسس ومدير مؤسسة "مُسْلِمُونْ" لتنمية الوعي الديني والشرعي للمسلم والتوعية بتعاليم الإسلام لغير المسلم. حاصل على بكالوريوس في العلوم والتربية من كلية التربية جامعة الأزهر بنين بالقاهرة.
تعليقات