بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أشرف الخلق وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد...
الحديث الحادي عشر من الأربعين النووية
عنوان الحديث:
اترك ما شككت فيه
نص الحديث: عن أبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالِبٍ، سِبْطِ رسولِ اللهِ ﷺ ورَيْحانَتِهِ رَضِي اللهُ عَنْهُما قالَ: حَفِظْتُ مِنْ رسولِ اللهِ ﷺ: {دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ}.
رواهُ التِّرمذيُّ والنَّسائِيُّ، وقالَ التِّرمذيُّ: حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ.
إعراب الحديث
{دع}: فعـل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقدير أنت.
{ما}: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
{يريبك}: يريب فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو.
{الكاف}: ضمير مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
{إلى}: حرف جر.
{ما}: اسم موصول مبني على السكون في محل جر.
{لا}: نافية.
{يريبك}: سبق.
إعرابها ومحلها كالأولى.
قال ابن دقيق العيد رحمه الله في الشرح: قوله: {يريبك}: يروى بفتح الياء وضمها، والفتح أفصح وأشهر.
مفردات الحديث
{سبط رسول الله ﷺ}: ابن ابنته فاطمة رضي الله عنها.
{وريحانته}: شبهه لسروره وفرحه به وإقبال نفسه عليه بريحان طيب الرائحة، تهش إليه النفس وترتاح له.
{دع}: اترك.
{ما يريبك}: بفتح ياء المضارعة وضمها، والفتح أفصح وأشهر: أي: ما تشك فيه.
{إلى مالا يريبك}: ما لا تشك فيه.
شرح وفوائد الحديث
قوله ﷺ: {دع ما يريبك إلى ما لا يريبك}: فيه دليل على أن المتقي ينبغي له أن لا يأكل المال الذي فيه شبهة، كما يحرم عليه أكل الحرام، وقد تقدم.
قوله: {إلى ما لا يريبك}: أي اعدل إلى ما لا ريب فيه من الطعام الذي يطمئن به القلب وتسكن إليه النفس.
والريبة: الشك وتقدم الكلام عن الشبهة.
ما يستفاد من الحديث
١- أن على المسلم بناء أموره على اليقين، وأن يكون في دينه على بصيرة.
٢- النهي عن الوقوع في الشبهات، والحديث أصل عظيم في الورع وقد روى الترمذي من حديث عطية السعدي مرفوعًا
{لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرًا مما به البأس}.
والحمد لله رب العالمين