فرضية الحجاب على المرأة المسلمة - مسلمون

 بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أشرف الخلق وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد...


فرضية الحجاب على المرأة المسلمة - مسلمون


شريعة الله -عز وجل- موافقة للعقول الصحيحة والفطر السليمة، فإنها شريعة اللطيف الخبير. وأحكامها كلها عدل وحكمة، ومن ذلك فرض الحجاب.

ولقد جاءت شريعة الله بالحفاظ على المرأة لتبقى مغطاةً؛ لتظل قيمتها عاليةً عند الله وعند المجتمع.

ولقد أصبح الحديث والجدل كثيرا في الآونة الأخيرة في مسألة حجاب المرأة، وهل فرضته الشريعة الإسلامية أم كان مجرد لباس ترتديه المسلمات في الأزمان الغابرة؟!

فالحجاب له مميزات عديدة، منها: المحافظة على كرامة المرأة وإظهارها في شكل يتسم بالعفاف، ويبعدها عن مظاهر التبرج الجاهلي، ويساعدها على الاستقرار النفسي.

فالحجاب هو من المظاهر الإيمانية للمجتمعات الإسلامية الفاضلة، وهو من المظاهر الصحية التي تدل على سلامة العقيدة، وقوة الإيمان بالله واليوم الآخر، والخوف من النار، والطمع في رحمة الله والفوز بالجنة.

وقد تولى كبر التشكيك في فرضية الحجاب نفر من المسلمين، ارتموا في أحضان الغرب، وافتخروا بحضارته الزائفة المليئة بمعاني الانحلال من الأخلاق والقيم النبيلة، وفي معرض الرد على هؤلاء المشككين ينبغي لنا أن نعرف معنى الحجاب في الإسلام؟

ولذا سوف نقوم بتعريفكم على كل ما يخص الحجاب، حيث سنوضح معلومات هامة عن حجاب المرأة المسلمة وشروطها ومواصفاتها.


أولًا: تعرف الحجاب الإسلامي

هو لباس يستر جسد المرأة، وهو أحد الفروض الواجبة على المرأة في شرائع معظم الطوائف والفرق الإسلامية. فالحجاب على اللّباس الذي ترتديه النّساء وتحجب به عوراتهن ومحاسنهنّ عن أعين الأجانب والغرباء، ولقد بيّن الفقهاء المسلمون شروط الحجاب الشّرعي بمواصفاته التي تضمن أن يكون وفق ما أراد الله ورسوله، وبما يسدّ الفتنة ويمنعها.


ثانيًا: شروط الحجاب الشرعي

فيشترط في حجاب المرأة المسلمة إذا كانت بحضور أجانب أو خرجت إلى الشارع شروط؛ لذلك يجب أن يتحقق الحجاب عند تطبيق الشروط:

١- يجب أن يكون ساترا لجميع بدن المرأة.

٢- أن يكون فضفاضا، غير ضيق.

٣- أن يكون صفيقا، لا يشف عما تحته.

٤- أن لا يكون مزينا يستدعي أنظار الرجال.

٥- أن لا يكون مطيبا بأي نوع من أنواع الطيب (الروائح).

٦- أن لا يكون لباس شهرة.

٧- أن لا يكون لباس الرجل.

٨- أن لا يشبه لباس الأجانب.

٩- أن لا يكون فيه تصاليب ولا تصاوير لذوات الأرواح.


ومن هنا يتضح أنه لا يقتصر الحجاب الشرعي للمرأة على مجرد تغطية الرأس! وإنما هو اللباس التي يتحقق به الستر، ولا يكون زينة في نفسه، ويستوعب البدن كله إلا الوجه والكفين، ففي وجوب سترهما خلاف بين أهل العلم. 


ثالثًا: حكم الحجاب الشرعي بالأدلة

الحكم:

الحجاب للمرأة فرض عند غير محارمها وهو أمر لازم؛ لأنها فتنة، والنظر إليها فتنة، فوجب عليها الحجاب؛ ابتعادًا من الفتنة لها ولغيرها، ومن هنا يتضح أنه (واجب).

فتاركة الحجاب مع اعترافها بوجوبه فاسقة؛ لأنها خارجة عن طاعة الله.

الأدلة:

من القرآن: قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) [الأحزاب:٥٣] وبعدها في نفس السورة الكريمة قوله -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ) [الأحزاب:٥٩]

وهكذا قوله جل وعلا: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ) [النور:٣١]، وقال تعالى: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور:٦٠].

من السنة: عن عائشة أن أزواج النبي ﷺ كُنَّ يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع (أماكن معروفة من ناحية البقيع)، فكان عمر يقول للنبي ﷺ: احجب نساءك، فلم يكن رسول الله ﷺ يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي ﷺ ليلة من الليالي عشاء -وكانت امرأة طويلة- فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة، حرصًا على أن ينزل الحجاب، فأنزل الله آية الحجاب.

وعن عروة أن عائشة قالت: لقد كان رسول الله ﷺ يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات في مروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد.


رابعًا: الحكمة من فرض الحجاب

شرع الله تعالى الحجاب وفرضه على المرأة؛ تحقيقًا لغاية صون المرأة وسترها، وذلك حفظًا لها من الأذى، فتُعرف المرأة بسترها وعفتها، وأنها ظهورها وخروجها لضرورة ما وليس لباطل، فالمرأة العفيفة الملتزمة بشرع الله في حجابها، لها هيبةً ووقارًا فلا يمسّها السوء. فإحصان المرأة وحفظ كرامتها بتغطية ما يثير شهوة الرجال من زينتها، وذلك بستر سائر بدنها خلا الوجه والكفين (استنادا إلى أحاديث نبوية)، مع التأكيد على أن العفة تناط أولا بالتربية وتزكية النفوس لكلا الجنسين كما قال تعالى: “ولباس التقوى ذلك خير”، فيما تأخذ تغطية الزينة حكم الإجراء الاحترازي لدرء الفتنة، والتي لا تُقصر على ضعاف النفوس فحسب، بل تشمل المجتمع بأسره، فالغريزة الجنسية يستوي فيها العقلاء مع العامة.


خامسًا: متى ومن يُلبس الحجاب؟

يرى الفقهاء استنادًا إلى القرآن الكريم والسنة النبوية أنه يجب على كل امرأة مسلمة بلغت سن التكليف أن تلبس الحجاب الشرعي أمام الرجال الأجانب؛  لذا فإن الحجاب هو فريضة على المرأة المسلمة البالغة، يجب أن تستتر به عن الرجال، ما عدا من أباح لهم الشرع أن تتزين أمامهم.


سادسًا: فضائل الحجاب

إن للحجاب فضائل ومناقب عدة، نذكر منها:

- الحجاب طاعة لله -عز وجل- وطاعة لرسوله ﷺ.

- الحجاب طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات.

- الحجاب عفة وجُنّة. 

- الحجاب ستر.


والحمد لله رب العالمين.

تعليقات