سورة الفاتحة (فضلها وأسماءها وسبب نزولها) - مسلمون

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أشرف الخلق وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد...


سورة الفاتحة (فضلها وأسماءها وسبب نزولها) - مسلمون

محتويات المقال:
أولًا: التعريف بسورة الفاتحة:
ثانيًا: التفسير المجمل لسورة الفاتحة:
ثالثًا: أسماء سورة الفاتحة:
رابعًا: فضل سورة الفاتحة:
خامسًا: زمن وسبب نزول سورة الفاتحة:


١- التعريف بسورة الفاتحة.

٢- التفسير المجمل لسورة الفاتحة. 

٣- أسماء سورة الفاتحة.

 ٤- فضل سورة الفاتحة.

 ٥- زمن وسبب نزول سورة الفاتحة



 سورة الفاتحة هي سورةٌ مكيَّةٌ تتكوَّن من سبعِ آياتٍ، سمِّيت بالفاتحة لافتتاح الكتاب بها، كما وسمِّيت أمُّ الكتاب لاشتمالها على معاني توحيد الله ﷻ، والتعبُّد بأمر الله ونهيه، وبيان وعد الله ووعيده، وتسمَّى بالسَّبع المثاني؛ لأنَّها تتكوَّن من سبع آياتٍ، ولأنَّها تُثنَّى في الصَّلاة، أي: تُعاد، نزلت قبل هجرة النَّبيِّ ﷺ من مكَّة إلى المدينة.


ابتدأت السُّورة بالبسملة؛ دلالةً على بدء كلِّ أمور الخير باسم الله الكريم، متبرِّكين ومستعينين به، ثمَّ تكلَّمت السُّورة بالثَّناء الجميل على الله -تبارك وتعالى-، الكامل المنزَّه من كلِّ نقصٍ وعيبٍ، فالحمد والثَّناء ثابتٌ لله -تعالى- وحده دون سواه، الرَّحمن بمخلوقاته والرَّحيم بعباده المخلصين له، مالك الأمر في يوم الدِّين والحساب.


 ولا نعبد إلَّا هذا الرَّبَّ العظيم ولا نستعين إلَّا به ولا نتوكل إلَّا عليه، ونطلبُ منه -تعالى- أن يمنَّ علينا بسلوك طريق الحقِّ والعدل، الذي لا يسلكه إلَّا القليل من العباد الأتقياء الصَّالحين، الذين أنعم الله عليهم بالهداية، وهذا عكس من عرف الحقَّ وابتعد عنه كفرًا وعنادًا، أو جهلًا وضلالًا، فهؤلاء هم المغضوب عليهم الضَّالون عن سواء السبيل.


إنّ لسورة الفاتحة عدَّة أسماءٍ، منها ما هو توقيفيٌّ ورد في الكتاب أو السُّنَّة، ومنها ما اجتهد به بعض العلماء في وضع مسمياتٍ لسورة الفاتحة توضّح المعاني التي وردت فيها، ندرج أمثلة على كلا القسمين فيما يأتي:

١- الأسماء التوقيفية 

فاتحة الكتاب، والسبع المثاني، وأمُّ القرآن، وأمُّ الكتاب. 

٢- الأسماء الاجتهادية

 الكافية، والواقية، والكنز، والدُّعاء، وغيرها.



إنّ لسورة الفاتحة فضلاً كبيراً وعظيماً، نورد أهمّها فيما يأتي: يروي أبو هريرة عن النَّبيِ ﷺ في فضل الفاتحة فيقول: (أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: وقرَأَ عليه أُبَيٌّ أُمَّ القُرآنِ، فقالَ: والذي نفْسي بيَدِه، ما أُنزِلَ في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها، إنَّها السبْعُ المَثاني، والقُرآنُ العظيمُ الذي أُعطِيتُ)، وهذا إن دلَّ على شيء فيدلُّ على عظيم شأنها وأجرها.


 عن أبي سعيد بن المعلى عن النَّبيِّ ﷺ قال: (لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ السُّوَرِ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ ثُمَّ أخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرادَ أنْ يَخْرُجَ، قُلتُ له: ألَمْ تَقُلْ: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآنِ؟ قالَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ).


سببٌ في غفران الذنوب لما ورد عن النَّبيٍِّ ﷺ: (إذا قالَ الإمامُ: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) فَقُولوا آمِينَ، فمَن وافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلائِكَةِ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).


ورد عن النَّبيِّ وصحابته أنَّهم كانوا يَرْقون بها. 

تعدُّ سورة الفاتحة ركنًا من أركان الصَّلاة، فلا تقوم الصَّلاة إلَّا بها، وأجر قراءتها عظيمٌ، كما هي كلُّ سور القرآن الكريم.


نزلت فاتحة الكتاب في مكَّة قبل الهجرة على أصحِّ الأقوال، قال ﷻ: (وَلَقَد آتَيناكَ سَبعًا مِنَ المَثاني وَالقُرآنَ العَظيمَ)، وهي آية من سورة الحجر وهي سورةٌ مكيَّةٌ أيضًا.

 وفي سبب نزولها روى عمرو بن شرحبيل -رضي الله عنه- بإسنادٍ ضعيف: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسَلَّمَ كانَ إذا برَزَ سَمِعَ منادِيًا ينادي يا مُحمَّدُ فإذا سَمعَ الصَّوتَ انطلَق هارِبًا فقال له ورَقَةُ بنُ نَوفَلٍ إذا سَمِعتَ النِّداءَ فاثبُتْ حتَّى تَسمَعَ ما يقولُ لكَ فلمَّا برزَ سمِعَ النِّداءَ فقالَ لبَّيكَ قال قُلْ أَشهَدُ أَن لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللَّهِ ثُمَّ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حتَّى فرغَ مِن فاتِحَةِ الكِتابِ).




والحمد لله رب العالمين.

أحمد الأصلي
بواسطة : أحمد الأصلي
أحمد الأصلي: رائد أعمال وخبير تربوي. رئيس مجلس إدارة موقع سبأ نيوز. مؤسس أكاديمية التدريس. مؤلف كتاب "درب المعلم المثالي". محاضر دورة التدريس أونلاين ودورة التعلم المثمر، ومنشئ محتوى علمي، وله عدة مقالات في المجال التربوي تم نشرها في الجرائد والمجلات المصرية. وهو أيضا مؤسس ومدير مؤسسة "مُسْلِمُونْ" لتنمية الوعي الديني والشرعي للمسلم والتوعية بتعاليم الإسلام لغير المسلم. حاصل على بكالوريوس في العلوم والتربية من كلية التربية جامعة الأزهر بنين بالقاهرة.
تعليقات